الإفتاء تحذِّر: هزيمة «داعش» تعيد القاعدة للواجهة
قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية إنَّ هزيمة تنظيم الدولة "داعش" وانسحابه من العراق على وقع الضربات الدولية المتلاحقة ضده والحصار المفروض عليه من التحالف الدولي، وتناقص قدراته القتالية والمادية والإعلامية وقدرته على الحشد والتجنيد، يحمل في طياته نهاية مشروع "الخلافة الداعشية" كمشروع عنيف استهدف الدول والحكومات العربية والإسلامية وسعى في هدم الدول وإقامة الكيان الداعشي على انقاضها.
وأضاف - في بيانٍ له، اليوم الثلاثاء: "هزائم داعش وفشله وتراجع مشروعه الأيدلوجي لدى أوساط التيارات المتطرفة والعنيفة قد يدفع العديد من العناصر المتطرفة والتكفيرية إلى تغيير الوجهة نحو تنظيم القاعدة كمشروع بديل استطاع أن يصمد لسنوات عديدة أمام الملاحقات الدولية التي استهدفته، ورغم تراجع قوته وقدرته في السنوات القليلة الماضية لصالح التنظيمات المتطرفة الأخرى وعلى رأسها داعش، إلا أنَّه تمكن من البقاء والحفاظ على العديد من الروابط والصلات القوية مع التنظيمات المتطرفة الأخرى كحركة طالبان في باكستان وحركة الشباب الصومالي، ومن المتوقع أن تستفيد القاعدة من هزيمة المشروع الداعشي في المنطقة".
وتابع: "تراجع مشروع داعش لصالح مشروع القاعدة يعني ضمنيًّا تفضيل استراتيجية العدو البعيد التي يتبناها القاعدة، والتي تعني معاداة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في الخارج، واستهداف مصالحهم ورعاياهم، عن استراتيجية العدو القريب التي يؤمن بها داعش والتي تعني استهداف الدول العربية والإسلامية في المنطقة باعتبارها العدو القريب".
وجاء في البيان: "نحذِّر من التغاضي عن أنشطة تنظيم القاعدة استنادًا إلى كونه يستهدف الدول الغربية فقط، والتركيز على داعش باعتباره العدو الأول الذي يواجه دول المنطقة والإقليم، فالتطرف يغذي بعضه بعضًا، ولا خلافات جوهرية بين تلك التنظيمات كافة سوى في درجات العنف والتكفير وترتيب أولويات العنف وأهدافها، وقد كان داعش جزءًا من القاعدة قبل أن ينفصل ويعلن استقلاله عن التنظيم الأم، ما يعني أنَّ القاعدة تمثِّل التهديد الملح على دول المنطقة وشعوبها، سواءً بذاتها أو بما تخرجه لنا من تنظيمات فرعية ومنشقة أكثر عنفًا وتطرفًا وتكفيرًا".